سورة الرعد - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الرعد)


        


قوله عز وجل: {أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها} فيه وجهان:
أحدهما: يعني بما قدر لها من قليل أو كثير.
الثاني: يعني الصغير من الأودية سال بقدر صغره، والكبير منها سال بقدر كبره.
وهذا مثل ضربه الله تعالى للقرآن وما يدخل منه في القلوب، فشبه القرآن بالمطر لعموم خيره وبقاء نفعه، وشبه القلوب بالأودية يدخل فيها من القرآن مثل ما يدخل في الأودية من الماء بحسب سعتها وضيقها.
قال ابن عباس: {أنزل من السماء ماءً} أي قرآناً {فسالت أودية بقدرها} قال: الأودية قلوب العباد.
{فاحتمل السيل زبداً رابياً} الرابي: المرتفع. وهو مثل ضربه الله تعالى للحق والباطل، فالحق ممثل بالماء الذي يبقى في الأرض فينتفع به، والباطل ممثل بالزبد الذي يذهب جُفاءً لا ينتفع به.
ثم ضرب مثلاً ثانياً بالنار فقال {ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية} يعني الذهب والفضة.
{أو متاع} يعني الصُفر والنحاس.
{زبد مِثله} يعني أنه إذا سُبِك بالنار كان له خبث كالزبد الذي على الماء يذهب فلا ينتفع به كالباطل، ويبقى صفوة فينتفع به كالحق.
وقوله تعالى: {فيذهب جفاءً} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: يعني منشقاً قاله ابن جرير.
الثاني: جافياً على وجه الأرض، قاله ابن عيسى.
الثالث: مرمياً، قاله ابن إسحاق.
وحكى أبو عبيدة أنه سمع رؤية يقرأ: جفالاً. قال أبو عبيدة: يقال أجفلت القدر إذا قَذَفَت بزبدها.


قوله عز وجل: {للذين استجابوا لربهم الحسنى} فيها تأويلان:
أحدهما: الجنة، رواه أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الثاني: أنها الحياة والرزق، قاله مجاهد.
ويحتمل تأويلاً ثالثاً: أن تكون مضاعفة الحسنات.
{والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعاًَ ومثلَهُ معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب}.
في {سوء الحساب} أربعة تأويلات:
أحدها: أن يؤاخذوا بجميع ذنوبهم فلا يعفى لهم عن شيء منها، قاله إبراهيم النخعي. وقالت عائشة رضي الله عنها: من نوقش الحساب هلك.
الثاني: أنه المناقشة في الأعمال، قاله أبو الجوزاء.
الثالث: أنه التقريع والتوبيخ، حكاه ابن عيسى.
الرابع: هو أن لا تقبل حسناتهم فلا تغفر سيئاتهم.
ويحتمل خامساً: أن يكون سوء الحساب ما أفضى إليه حسابهم من السوء وهو العقاب.


قوله عز وجل: {والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنها الرحم التي أمرهم الله تعالى بوصلها.
{ويخشون ربهم} في قطعها {ويخافون سُوءَ الحساب} في المعاقبة عليها، قاله قتادة.
الثاني: صلة محمد صلى الله عليه وسلم، قاله الحسن.
الثالث: الإيمان بالنبيين والكتب كلها، قاله سعيد بن جبير.
ويحتمل رابعاً: أن يصلوا الإيمان بالعمل.
{ويخشون ربهم} فيما أمرهم بوصله.
{ويخافون سوءَ الحساب} في تركه.
قوله عز وجل: {ويدرءُون بالحسنة السيئة} فيه سبعة تأويلات:
أحدها: يدفعون المنكر بالمعروف، قاله سعيد بن جبير.
الثاني: يدفعون الشر بالخير، قاله ابن زيد.
الثالث: يدفعون الفحش بالسلام، قاله الضحاك.
الرابع: يدفعون الظلم بالعفو، قاله جويبر.
الخامس: يدفعون سفه الجاهل بالحلم، حكاه ابن عيسى.
السادس: يدفعون الذنب بالتوبة، حكاه ابن شجرة.
السابع: يدفعون المعصية بالطاعة.
قوله عز وجل: {سلام عليكم بما صبرتم} فيه ستة تأويلات:
أحدها: معناه بما صبرتم على أمر الله تعالى، قاله سعيد بن جبير.
الثاني: بما صبرتم على الفقر في الدنيا، قاله أبو عمران الجوني.
الثالث: بما صبرتم على الجهاد في سبيل الله، وهو مأثور عن عبدالله بن عمر.
الرابع: بما صبرتم عن فضول الدنيا، قاله الحسن، وهو معنى قول الفضيل بن عياض.
السادس: بما صبرتم عما تحبونه حين فقدتموه، قاله ابن زيد.
ويحتمل سابعاً: بما صبرتم على عدم اتباع الشهوات.
{فنعم عقبى الدار} فيه وجهان:
أحدهما: فنعم عقبى الجنة عن الدنيا، قاله أبو عمران الجوني.
الثاني: فنعم عقبى الجنة من النار، وهو مأثور.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8